أزمةٌ ما بعد أزمة، طوابير ومشاكل؛ فلا يمرّ يوم إلاّ ونشعر اننا نعيش في بيئةٍ أصبحت مضرّة نفسياً وعقلياً وحتى جسدياً لنا. رغيف الخبز مهدد، أزمة محروقات تتبع أزمة الكهرباء، ناهيك عن فواتير المولدات وغلاء المعيشة وغلاء أقساط المدارس وغيرها من المشاكل.
لكن لبنان بلد يأبى شعبه الإستسلام وينتفض مواطنيه على أزماتهم ليعيشوا لحظات الحياة، رافضين الخضوع لقساوة الظروف.
لم نكن نعلم أن صيف ٢٠١٩ سيكون خاتمة السياحة والمهرجانات في لبنان، وباء عالمي قصف جبهة الطيران في العالم أجمع، ومع ثورة ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ ساد جوّ من عدم الإستقرار في لبنان وبدأت رحلة تدهور الليرة اللبنانية.
المهرجانات الصيفية التي يتنظرها الألاف من حول العالم غابت خلال السنتين الأخيرتين وبالتالي غاب معها رقيّ الفنّ اللبنانيّ على مسارح الوطن.
هذه المهرجانات ليست وطنية بل هي عالميّة تستضيف أهمّ الفنانين والموسيقيين لإثبات في كلّ مرّة أن سويسرا الشرق لا تزال تنبض تميّزاً.
بعلبك وبيبلوس ليستا أفضل من بيت الدين والأرز، ضخامة الإنتاج لم تحمل معها سوى فخامة التنظيم وحماسة الحضور، لإثبات إصرار اللّبنانيّ على الحياة.
إصراره في هذا العام لن يغبْ لكنّه سيكون خجولاً بعض الشيء فالنشاطات المحليّة في البلدات ستكون خجولة بسبب العجلة الإقتصاديّة المتردّية للبلديات في تمويل نشاطاتها. والمهرجانات الكبرى التي كانت تُموّل معظمها من المصارف تعاني اليوم بسبب أزمتها فتغيب عن التمويل.
مدينة الشمس استبدلت العام الماضي المسرح بفيديو أظهر أهمية المهرجان، وهي اليوم تعاني من مشاكل بسبب البنى التحتية التي تتطلب إنتاج كبير مثلها مثل مدينة الحرف التي يبحث منظموها عن حلول لتخفيف من وطأة الإنتاج. بالمقابل تسعى مهرجانات بيت الدين الى دعم قرار وزارة السياحة بالقيام بمهرجانات لبنان في بيروت بعد حوالى الشهرين، وقد تمّ تقديم العلم والخبر لإنشاء جمعية مهرجانات لبنان أمام وزارة الداخلية لإعفاء المهرجان كباقي المهرجانات من الضرائب بهدف تسهيل العجلة الإقتصادية.
بين المهرجانات والفنّ هناك حضور قوي لحركة الدخول الى لبنان حيث سجّل حتى نهاية شهر أيار من العام الحالي أكثر من مليون وتسعُ مئةِ ألفِ شخص بحركة فاقت بنسبة ٨٥٪ عمّا كانت عليه في نفس التاريخ من العام الماضي.
أما حجوزات الفنادق الساحليّة فقد تخطّت ٧٠٪ بحسب إتحاد المؤسسات السياحيّة. ولكن أضيف إليها حركة ريفية كبيرة حيث وصلت نسبة الحجوزات في بيوت الضيافة هذا العام الى حدود ٤٥٪؛
رغم كل شيء صيف قوي ينتظرنا هذا العام مالياً يتوقع الخبراء دخول ما بين مليارين وثلاثة مليار دولار أي مبلغ يساوي ذاك الذي سيمنحنا إيّاه صندوق النقد في ثلاث سنواتٍ.
موسمٌ للبنان الذي نعرفه سيعيد معه الأ،مل فهل سيزهر البلد من بعده؟

الصحافي: أنطوني الغببرة

 

شاركها.

التعليقات مغلقة.