أصبحنا ننتظره في كلّ نشرةٍ مسائيّة، وننتظر تقاريره الّتي تُظهر وجع المواطن بحرفيّة ودقّة بعيداً عن الإستغلال الشعبويّ. أحمد عبدالله ابن بلدة الخيام قضاء مرجعيون، هو ذاك الشاب الّذي بدأ مسيرته المهنية بمجال البرامج منذ حوالى ٨ سنوات واستكملها منذ ٣ سنوات ليصبح مراسل قناة المؤسسة اللبنانية للارسال انترناسيونال حيث كانت أول تجربة له في مجال الأخبار.

في حديثٍ خاص لموقعنا، اعتبر عبدالله أنّ هامش الحرية الكبير جداً والموضوعية بالإضافة الى تنوّع الأخبار يميزون LBCI، فهؤلاء الأسباب يجعلون النشرة أكثر مصداقية بحسب آراء الناس.

ووصف عبدالله علاقته مع زملائهِ بالممتازة خصوصاً أنّ الجيل الجديد بالمؤسسة قريب جدا من بعضه؛ وإستقبال واحتضان أغلبيّة الجيل القديم كان مميّزاً، مُعبّراً عن سعادته وفخره بدعم الإعلامية ريمي درباس له، ومساعدته وإحتضانه من الناحية المهنيّة. مُضيفاً، نحن المراسلين الشباب نتّفق سوياً ونشبه بعضنا من حيث التربية والأخلاق والطموح والأحلام رغم إختلاف آرائنا والّذي يجمعنا أكبر من الّذي يفرّقنا. دعمنا لبعضنا في جميع الإستحقاقات هو أبرز الأسباب التي تجعلنا الإستمرار وتحمّل الأوضاع الصعبة و سواء في العمل أوخارجه.

شدّد عبداللّه على قربه من جميع المراسلين بالإضافة الى العاملين في الأقسام الأخرى كالموقع الإلكتروني والبثّ المباشر وكل فريق العمل خلف الكاميرا حيث أنّهم يتعاملون كعائلة واحدة. ليقع إختياره على بيترا أبو حيدر لتكون أكثر الزميلات التي يتكلم معها عبر الهاتف؛ وغريسيا انطون الزميلة التي يتمنى أن يعود ويعمل معها لأنهما كانا مقربين جدا ولا تزال قريبة منه، غير أنّه سعيد جداً لسعادتها بحياتها الجديدة ومستقبلها ومشاريعها التي تلمع فيها.

تعليقاً منه على تغطيات الشارع، أشار أنّه تعلّم منها إحترام رأي الآخر “فإختلاف مواقفنا لا تعني أنه عليّ فرض رأي ولا العكس، فلكل فرد رأيه ايمانه و معتقداته. وأكمل عبدالله، غيرني الشارع بهذا الموضوع ،بالماضي كنت لربما اكثر عدائية بمواقفي السياسية اليوم اقتنعت اكتر بتقبل الآخر كما هو. رأي اليوم هو لي ولا أحبّ مشاركته مع الآخرين على مواقع التواصل الإجتماعي”.

وعن شعوره بالخطر خلال تغطياته، اختار تغطيتين لا يمكن أن ينساهما، انفجار المرفأ لأن فكرة وقوع إنفجار آخر خلال التغطية كان هاجساً له، وأحداث الطيونة حيث من المفترض أنّ التغطية للمسيرة السلمية بظلّ إنتشار القوى الامنية لكن الصدمة عندما حصل اطلاق نار وانتشار الرصاص العشوائي. فلم يكن معنا لا درع ولا أي شي يحمي. “شعرت بخطر الموت وعلى الأرجح انني لم أتخطّى صدمتي.

نجاحات الجيل القديم في المجال الإعلامي لا يمكن أن تُنتسى، و ” ما حدا بياخد مطرح حدا”؛ والآن دورنا كجيل جديد الّذي بدأ بأصعب الظروف منذ الثورة وما تبعها من انهيارات على كل الاصعدة. نحن نعيش الانهيارات ونرى أحلامنا تتحطم بالمقابل نعمل على ذاتنا ونقويها لنجعل طموحنا أكبر. هناك طاقات كبيرة بيننا لكن الفرصة لم تصل بعد.

مُكملاً، أتتني فرصة سفر بالماضي، وعُدت الى بيروت ب ١٩ تشرين بسبب الثورة وذلك بعد أسبوعٍ واحدٍ من العمل في الخارج لأن لديّ إيمان بموجة الوعي الّتي حصلت. حالياً لن أرفض أي عرض مغرٍ يلبي طموحاتي ولكن بالمقابل لن أسعى له ولا أستطيع أن أغيب عن لبنان وقت طويل.

حلمي المهني كبير، انا أقسّم أحلامي حتى تبقى ضمن إمكانياتي أو أكثر بقليل لكي أتحدى نفسي، فلا أحلم بالمستحيل. أحلم بتأسيس منبر خارج اطار الشاشة الصغير لربما له علاقة بمواقع التواصل الاجتماعي ويكون لديه استمرارية… وحلمي الأكبر تأسيس شركة انتاج خاصة بالتقارير الوثائقية، ولا أحبّ أن أتعلّق بالكاميرا لأنّها ليست دائمة. أما على الصعيد الشخصي، أن يكون لديّ منزل بلبنان أختاره وأشتريه بتعبي.

وختم، الإعلام ليس بخطر لأن فيه استمرارية ومواكبة للتطور، صحيحٌ أنّه يمرّ بكبوات في بعض الأوقات لكن لا يمكن الإستغناء عنه. الوصول الى المعلومة والفضول موجودين لدى الجميع والاعلام يواكب التطور، إذاً ليس بخطر.

 

أنطوني الغبيرة

شاركها.

التعليقات مغلقة.