أوّل هجرة لبنانيّة معروفة حصلت في العام 1854
عندما أقدم ابن بلدة صليما طانيوس البشعلاني على السفر إلى الولايات المتحدة الاميريكة ويعتبر هو «المغترب الأوّل إلى العالم الجديد”
و من بعدها كرة المسبحة فعلى مدى سنوات خسر لبنان خيرة ابناءه حتى بات البلد المصدر الاول للشباب ولعل ظروف البلد المتتالية اجبرتنا على هذه الخسارة بدءا من الحرب الاهلية فالظروف الاقتصادية والحصارات المتتالية وصولا الى 4 اب المشؤوم .
الانتشار …. ان حكى
فقرة اسبوعية نلقي الضوء فيها على لبنانيين عبروا القارات هربًا من واقع اقتصادي وسياسي واجتماعي، أو حبًّا بالمغامرة .
تقريرنا اليوم عن ابن قــريــة مـــن قـــرى الــجــنــوب الصامد العزيز على قلب لبنان . هذه القرية المتربعة على رابــيــة جميلة والتي صمدت في وجه العواصف والظلمات .

غنية وســخــيــة فــي عطائها لــهــذا الـــوطـــن… تــلــك هي قرية القليعة بقلوب ابنائها الذين عملوا دائما على الدفاع عن كل ذرة تــراب من ارض الجنوب .

“بيار ونّا” ابن القليعة غادر لبنان في 30-3-1987 الى بوليفيا كان انذاك يبلغ من العمر ١٩ عاما لم يترك بلده سعيا للمال او لفرص جديدة بل خوفا من الوضع اللبناني الذي كان أنذاك في خضم حرب اهلية كلفت اللبنانيين الاف الشهداء ففي العام 1986 توفي شقيقه بسام على خطوط التماس في الجميزة عندها قرر والده خوفا على مصيره في بلد تقطعت أوصاله وسفكت الدماء فيه ورملت النساء وقتلت الاطفال وشردت الأجيال ارساله بعيدا ….فكان الرحيل هو الحل الامثل ….آنذاك .

والبلد المضيف كان بوليفيا يقول ونّا : بدأت العمل بالبناء عملت جاهدا حتى فتحت شركة خاصة لي من بعدها عملت بمشاريع لمحطات البنزين وحبا مني يضيف ونّا ببلدي فتحت مطعما اسميته ” بيروت ” كان بالنسبة لي “ريحة” بلدي من اكل وجو ورقص .

“فاللبناني يعشق الحياة اينما وجد.”

الصدفة يضيف ونّا لعبت دورها في حياتي فقد عملت مع والد زوجتي الذي كان قنصلا فخريا في بوليفيا فتمكنت من التقرب من اللبنانيين في البلاد واصبحت معروفا اينما اذهب .

وخضت من بعدها اول تجربة انتخابية بال cooperation وهي شركة الاتصالات التي كان رأسمالها ملياري دولار اميركي وجرأتي هي التي مكنتني من الفوز وقد فزت 4 مرات متتالية .

عام 2008 قررت يقول ونّا العودة الى لبنان والاستقرار فيه ولكن بدأ ظلال الوضع الاقتصادي الاسود يلوح في الافق فبقيت في لبنان يضيف حتى العام 2012 عند مرض والد زوجتي فعدت الى بوليفيا ولم اعد الى الاستقرار في لبنان فقط زيارات سنوية اقوم بها لاهلي .

خضت غمار الشأن العام ….. وبقوة”

قررت الترشح الى منصب عضو في البلدية التي تضم مليون نسمة يصوت منهم حوالي 654 الف شخص فكنت اول شخص مجنس يصل الى بلدية la paz التي تعتبر بمثابة مجلس نيابي للمنطقة في بلد يعتمد اللامركزية الادارية فالبلدية هي من تسن القوانين والضرائب وفتح الطرقات والرخص وغيره ….

نحن نعمل الاعضاء ال 11 اكثر من 20 ساعة يوميا يشير ونّا واوقات “ما منام ” فالبلدية تدير مال عام بقيمة 300 مليون دولار .

وسأل ونّا:

لماذا لا تقر اللامركزية الادارية في لبنان ؟ الا يشكل هذا الامر حل للازمة اللبنانية في هذه المرحلة بالذات ؟

اما بالنسبة لعلاقة اللبنانيين ببعضهم البعض

هناك في بوليفيا يوضح ونا ما يقارب ال 3000 عائلة لبنانية واللبناني يتميز اينما وجد فكل اللبنانيين في بوليفيا معروفين ومشهورين .

مساهمة المغتربين اللبنانيين كرّست الأمان الاجتماعي والاقتصادي من خلال تحويلاتهم المالية التي تشكل رافعة الاقتصاد اللبناني “

قلوبنا في لبنان يوضح ونّا ولن نترك اهلنا في هذا الوضع الاقتصادي الضاغط الذي يمرون به ونعمل ما بوسعنا سويا لتخفيف هذه المعاناة.

انا اتابع الوضع اللبناني يوميا اشاهد نشرات الاخبار والبرامج السياسية واخصص الساعتين من وقتي يوميا لهذه الغاية “

انفجار 4 اب اثر فينا جميعا وانا كثيرا …. العناية الالهية هي من انقذت شقيقتي من الموت المحتم كونها تعمل مقابل المرفأ ولكنها خرجت قبل قليل من عملها متوجهة الى بيتها ولكن مع الاسف فأن صاحب الشركة عندها قد استشهد.

هل تفكر بالعودة مع عائلتك الى لبنان ؟

يقول ونّا ابني الوحيد محامي متخرج من جامعة PRINSTON وهو يعمل الان في اهم مكتب محاماة في العالم في الولايات المتحدة الاميريكية وهو متزوج من اميريكية ولديهما طفل وحيد وهو مستقر في اميركا اما بالنسبة لي فاذا استقر الوضع اللبناني اعود غدا صحيح ان بوليفيا استضافتني والانسان محترم الى اقصى الحدود هنا ولكن

“من نكر اصله لا اصل لديه “

وتابع كنا متقدمين باشواط على بوليفيا ولكن الان لا مجال للمقارنة بين البلدين، ان مشكلة لبنان الاساسية هم رجال السياسة فيه .

ولكنني شخصيا لا استطيع العيش من دون “ريحة” بلادي وختم ونّا :

نحن مثل سمك السلمون نعود الى مياه النهر الام بعد سنوات الهجرة….”

نايلا شهوان

شاركها.

التعليقات مغلقة.