هو الّذي أدخل البهجة على قلوب الكبار والصغار، خفّة ظلّه ساهمت بإسناده أدوار من الصعب أن يلعبها أيّ ممثّل غير مخضرم. اندريه بو زيد تنقّل بين الشاشات والمسرح ليصبح جزء من الدراما اللّبنانيّة الأصليّة التي يصنعها ممثّلو لبنان.
وفي حديثٍ ل “FLASH LEBANON” اشار الى أنّ اندريه بو زيد لا يزال موجود في لبنان، وهو ليس غائباً كونه موجود وعمّق دراسته بمجال التمثيل فضلاً عن التعليم الذي كان مصدر رزقه الأساسيّ قبل تبدّل الأوضاع الإقتصادية وظروف كورونا التي منعت أساتذة التمثيل من إعطاء صفوف حضورية.
وعند سؤالنا له إن كان غائباً أو مغيّباً أجاب: “أنا مغيّب عن الساحة التمثيليّة في لبنان لأن المنتجون وأصحاب الشركات ولمنافع شخصية لا يريدونني أن أكون موجداً، أنا أو غيري من الممثلين الخريجين، فهم يفضلون إستبدالنا بأشخاص من خارج الوسط التمثيلي، وعند عدم توفّر الأشخاص الّذين يستطيعون لعب أدوار مركّبة يتمّ التواصل مع الممثلين الحقيقيين! وأنا على علاقة وديّة مع المنتجين ولكنني أنتظر أن تتحسّن الظروف لكي أنتج لنفسي”.
وعند سؤاله عن الإضافة التي قدّمته له شهادة الماستر، فقد ساهمت الشهادة بتطوير المعرفة لديه. كنت في البداية قد عدت الى الدراسة لتطوير خبرتي الوظيفية لكن ومع الجامعة اليسوعية المشهود لها كفاءة دكاترتها في لبنان والخارج – أنا كنت قد تخرّجت بالسابق بكل فخر ديبلوم تمثيل من الجامعة اللبنانيّة- إكتسبت خبرة ومعرفة جدد. وقد تخرّجت بدرجة جيد جداً بعد أن قدّمت أطروحتي عن المسرح السياسي في لبنان. واليوم بدأت العمل على الدكتوراه فبعد تعمّقي بها وسعت لي آفاق جديدة.
بين الشاشتين الصغير والكبيرة بالإضافة الى المسرح، إعتبر أن الدور الجميل هو الّذي يحدد مكانة وجود أندريه بو زيد. اليوم مواقع التواصل الإجتماعي سهّلت عملية أرشفة المشاهد، ولكن رهبة المسرح لا تُعطى لأحد، التلفزيون يصل لأكبر شريحة من الجمهور ومع الفيلم الناجح تستطيع السينما ان تشهُر الممثل. ابو زيد شخصياً يأخذ وقته الكافي للعمل على كل دور لكن يميل أكثر الى المسرح بسبب التفاعل المباشر مع الجمهور.
في رمضان تابع مسلسلات عدّة منهم للموت، ظلّ، كسر عضم، جوقة عزيزة، مع وقف التنفيذ، طلوع الروح. لافتاً الى أنّ مسلسل للموت هو العمل الوحيد الّذي يتضمن خيرة إنتاج الدراما اللّبنانيّة أمّا الأعمال اللبنانية لم يكن فيها لا ممثلين ولا حتى مواهب بل مصالح شخصية، لذا كان الفشل الذريع مع إحترامي لجميع النجوم المشاركة والّذين كانوا ضحية الخطأ بإختيار الأبطال من قبل المنتجين وإدارة المحطات.
لذا اعتبر بو زيد المسلسلات كانت تجارب فاشلة رغم جهود الممثلين. وبعد البهدلة والمذلّة التي حصلت على الشاشة الصغير خلال رمضان، هناك أشخاص من المعيب إعادة ظهورهم على الشاشة. تميّزت الدراما السورية في رمضان هذا العام بالعمل الجماعي الّذي أنجح مسلسلاتها.
وعن الممثلين أثنى على دور باسم مغنية بمسلسل للموت وأعطاه صفة الممثل اللبناني الأول دون منازع. وعبد المنعم العمايري بمسلسل ظلّ كان أكثر من رائع فهو مدرسة. دارينا الجندي رغم أن كان لديها بضعة مشاهد بظل وطلوع الروح لكن هي أخطر ممثلة على الساحة وتحيّة لجهود والتناغم بين ماغي بو غصن ودانيلا رحمة؛ جسي عبده وايلي متري ويوسف الخال أدائهم كان رائعاً. دور نسرين طافش بجوقة عزيزة أدخل بهجة للقلب.
رفض بو زيد فكرة الهجرة أو السفر دون ضمانات، فهناك شركات تلعب بمصير البشر وهذا الأمر مرفوض، لذا على الأفراد إستشارة محامٍ لضمان حقوقهم؛ مع الهجرة أو السفر بعد إيجاد فرصة عمل، لكن ضدّ السفر الى المجهول أو ببواخر وزوارق غير شرعية. أي إنسان يريد أن يعيش بظروف أفضل مُجبرٌ على السفر للبحث عن عمل وخاصة إذا كان لديه فرصة أفضل بالخارج.
وختم، طالما أمراء الحرب يتحكمون بمصير الوطن وهناك جزء من الشعب يتبعهم وعلى إقتناع أنهم الخلاص هم نفسهم أشربونا الطائفية والحقد بين الطائفة الواحدة والمذهب الواحد، لن نحصل على الوطن الّذي نريد. عند سعي البعض لتحسين الأمور يتهمون بالعمالة والتبعية لسفارات، لذا أتخايل أنه يجب حصول معجزة وتغيير الطقم السياسي أجمع، وإلا سيبقى الوضع كما هو؛ على أمل ألاّ يجري حدث أكبر من انفجار ٤ آب وتنتهي عملية النهب والسرقة.
ظلم الوطن يطال القطاعات أجمع، والممثل اللّبنانيّ اليوم لا خيار لديه إلاّ والبحث عن رقي في مجالٍ يختلف عن أحلامه، مهنته وطموحه.

أنطوني الغبيرة

 

شاركها.

التعليقات مغلقة.