عباس زلزلي إسمٌ يطبع في كلّ يوم في الإعلام اللّبناني. شغفه بالإعلام ترافق مع مهنيته العالية لينتقل من خرّيج إعلام الى أستاذ فيه، ويصبح رقما صعبا علّا سقف المنافسة.
في مقابلةٍ ل”FLASH LEBANON” أخبرنا بدايةً عن مسيرته المهنية التي بدأها قبل تخرّجه عام ٢٠٠٤، حيث كتب في مجلة رياضية خليجية وبنفس الوقت كان يكتب كمتمرّن في صحيفة اللواء. ثمّ بدأ رحلته في الإعلام اللبناني والعربي.
اليوم عباس زلزلي مذيع أول لنشرة الأخبار في قناة ال NBN للسنة السادسة على التوالي ومقدم برامج حوارية سياسية. ومنذ عام ٢٠٠٦ يعمل في راديو الرسالة، ومدير انتاج برامج بموقع لبنان الكبير بالإضافة الى كونه استاذا محاضرا بالإعلام. سبق وعمل في تلفزيونين محليين، تلفزيون لبنان و تلفزيون الجديد وفي تلفزيونات عربية في السعودية والعراق والبحرين.
“الحمد الله” هي العبارة التي رد فيها عن ما إذا أخذ حقه من ناحية التقدير المهني. وأضاف، عند التحدث عن التقدير المهني نتكلم عن أساتذة الإعلام وكباره، نعم أخذت حقي وزيادة . هناك لغاية اليوم تواصل بيني وبين باقي الأساتذة ونقاشات بيننا وحديث عن المهنة ونأخذ بملاحظات وإشاداتهم وإنتقادهم بعين الاعتبار.
من ناحية الشهرة، تساهم مواقع التواصل الإجتماعي بالفترة الحالية بتعزيزها، غير أننا في زمن إذا كان الفرد محرّضاً أو يأخذ طرفا شعبويا يصبح مشهور أكثر. نحن لسنا بحاجة لهذه الأمور لكي نشتهر. أنا لديّ إسم وصيت بموضوعيتي وإعتدالي في لبنان أينما كنت.
رفض زلزلي تسمية منافسه بالإعلام وأجاب أنّه ينافس نفسه في كل يومٍ، لأنّه يقدّم برامج سياسية حوارية متنوعة بالإضافة الى نشرة الأخبار؛ كل إعلامي ناجح هو منافس له بالطريقة الإيجابية. يتعلم من الجميع ويقدّرهم، وهنا خصّ بالذكر الإعلاميين الحقيقين وأولاد المهنة كون الإعلام مجال واسع جدا. لذا فلتكن المنافسة نحو الأفضل من أجل تحسين هذا المجال والأداء والنهوض بالإعلام كي يكون أكثر موضوعية ويكون بظل الإنقسام جامع أكثر، هذه المنافسة الحقيقة التي يجب أن تكون.
وعن قلبه أشار أنّ قلبه يخفق، وهو على علاقة عاطفية من غير دينه وتمنّع عن إعطاء معلومات إضافية. أمّا العائلة بالنسبة لزلزلي هي كل شيء، معتبراً أن الفرد يستطيع إختيار البلد الذي يريد أن يعيش فيه، لغته أصدقائه، ثيابه، أكله، إلخ … لكن لا يستطيع إختيار عائلته. العائلة كل شيء وهي نعمة وهدية من الرب. ووصف نفسه بأنه فتى عائلة.
من يتحمل مسؤولية إنهيار لبنان بالنسبة لزلزلي هم كل القوى السياسية التي تعاقبت على الحكم من دون إستثناء، حتى ولو كان والده! القوى بمختلف المراكز والمناصب، الجميع مسؤول، والشعب الطائفي الذي يعبد المسؤول والذي لا يحاسب المسؤول، مسؤول أيضاً، الشعب الذي ينسى أننا بلا كهرباء وطعام وتمّة سرقتنا مسؤول. من يحرّض طائفياً ومناطقياً ويسير خلف الأحزاب والزعماء مسؤول. ليس خطأ أن يكون الفرد مع حزب معيّن ولكن عليه محاسبة حزبه. إذا الفرد لم يحاسب حزبه والحزب خالف القانون من يحاسبه؟
الجميع يتحمل مسؤولية، الشعب مصدر السلطة نحن ننتخب ونحن نحاسب. وكي لا يفهم كلامه بشكل خاطئ أكّد زلزلي من سمّوا أنفسهم ثوار يتحملون مسؤولية أيضاً.
عند سؤاله عن الجدل الكبير حول الزواج المدني في لبنان، اوضح أن كل إنسان حرّ مع ربّه وهذا النوع من الزواج في حال كان إختياري يعطي الحرية للجميع وهو شخصياً مع الدولة المدنية لإعادة بناء ما دمرته السياسة.
وهنا ذكّر بحديث للرئيس الفرنسي ماكرون حيث إعتبر أننا في لبنان بحاجة الى عقد اجتماعي جديد؛ بما معناه أنّ الجيل الذي ولد بعد فترة تسعينيات القرن الماضي مختلف عن الذي سبق هذه الفترة. عقلية الميليشيا والفوضى مسيطرة على اللبناني بشكل عام بكل طوائفه وبكل الأحزاب مع بعض إستثناءات.
هناك أفراد مميزون بأخلاقهم ولكن العقلية الرجعية السائدة بحاجة الى تغييرها وبناء المواطنة وليس إنسان طائفي بمزرعة طائفية. مواطن يحترم وطنه وولائه له وليس للزعيم السياسي. العقد الإجتماعي الجديد يأتي بعد عقد سياسي جديد وهنا الخطورة، والعقود السياسية تأتي بالدم وفي لبنان يتحاورون بالدم.
مسيرته الإعلامية تترافق مع موضوعيته لتميّز مهنية عباس زلزلي وتُضفي نجاحا إضافيا في كلّ يومٍ.

أنطوني الغبيرة

 

شاركها.

التعليقات مغلقة.