خلف حقوق المواطن المهدورة تقف دولة عاجزة عن حماية شعبها. وخلف نجاح كلّ عمل تجتمع عناصر عديدة لإمضاء وثيقة الفوز. فلا مسلسل دون ممثّل الّذي قد يستعين بمدرّب، ويحيطه المخرج من جهة فالمنتج والكاتب منجهة أخرى … ليشكّلوا حلقة كاملة متكاملة. واذا اجتمعت عدّة صفات بشخصٍ أصبح مميّزاً، ذو قيمة فنيّة. رامي عطالله تعدّى مهنة التمثيل ليجمع عدّة عناصر بشخصٍ واحدٍ وإحساس لا مثيل له.
في بداية حديثنا، أخبرنا عن أنّ القصّة بدأت معه منذ الصغر فحُلم التمثيل ترافق مع الشغف وعند الوصول الى الجامعة لم يكن هناك خيار آخر، فإحساسه وشعوره قرّرا عنه إختيار هذا الإختصاص. وكونه شخص حسّاس ويحب كل ما هو مرتبط بالفنّ كالعزف مثلاً، اعتبر أنّ خياره صائِب! لكي تبدأ الرحلة منذ العام ٢٠٠٥ حيث شارك بمسرحية الأولى.
يعتبر عطاالله انه اشتهر بمسلسل كفى إذ لعب دور “صالح” وهو شابٌ مقعد من ذوي الإحتياجات الخاصة، لديه حالة جسدية صعبة بمسلسل كفى؛ بينما دور “المعلّم سبع” في فيلمه الأخير “يربو بعزكن” من الأدوار الأحب الى قلبه.
وفي سياقٍ منفصل، فرّق عطالله بين لعبة التلفزيون والسينما عن المسرح! “في الثلاثة دور الممثل إقناع الجمهور بإحساسه يعيشه. في التلفزيون والسينما يستطيع الممثل تصحيح أخطاءه والموسيقى التصويرية والمونتاج يساعدان. بينما المسرح صعبٌ أكثر لأنّ التواصل والتفاعل مباشران مع الجمهور ورغم إستعمال الإضاءة والموسيقى، فلا يوجد فرصة للمثل تصيح ما يقدّمه”.
وأردف، المسرح هو الأقرب الى قلبه لذا اختاره كإختصاص. فقلبه ينبض مسرح كما عبّر؛ كون اللّذة فيه مع التفاعل المباشر للجمهور وإحساس الممثّل يختلف عن أداء دور سواء في التلفزيون أو السينما الّذي لا ينكر حبّه لهما.
ميّز رامي عطالله بين التدريب الّذي يقوم به، وتعليمه التمثيل. فاعتبر أنّ المدرب يأخذ نص موجود وشخصية على الورق ويقوم بمساعدة الممثّل لأداء دوره ومتابعته بكل خطواته لخلق الشخصية والتفاعل معها بطريقة صحيحة وتركيب أُسسها فهو يدرب الممثل للعب الدور. بينما المدرّس يستخدم كلّ التقنيات التي يستخدمها الممثّل في التمثيل لتعليم الطلاّب كيفية إستخدامها أي إنّه يجهز ممثلين على لعب أي دور.
مُضيفاً، آخر الأعمال التي درّب فيها كان للشخصيات التي لعبت دور “جورج وسوف” في ٣ حقبات مختلفة من عمره. وإستطاع رامي المدرّب أن يحدث فرق بشخصيات الممثلين الّذين تدرّبوا معه، ممّا انعكس إيجاباً على آراء الجمهور الذي شعر بمدى قرب الشخصيات من الوسوف وحتّى إعجاب الوسوف بالشخصيات كان له صدى رائع.
سحر التمثيل والمسرح يعيشان مع هذا الممثّل الّذي يحاول نقلهم من خلال الصفوف الّتي يعطيها منذ سنوات عديدة في أكاديميته الخاصة التي أسّسها لكي تترافق مع حلمه Re-creation . فعلى مدار السنوات كان هناك جهد يقوم به داخل الأكاديمية الّذي تخرّج منها أفراد تعلّموا أسس المسرح وطوّروا كل ما يستخدمه الممثل لكي يستطيع الصعود الى المسرح وتمثيل أي شخصية. وبغضّ النظر عن خلفيتهم المهنية إستطاع الأفراد تعلّم طريقة استخدام ادوات الممثل كالتحكم بالمشاعر والصوت والجسد والتركيز والذاكرة للإستفادة منها بحياتهم الشخصيّة واليوميّة.
وعند سؤاله عن علاقته بزميله “جان دكاش” وصفها بعلاقة أخوّة عمرها أكثر من ٢٠ عاماً. يحضّر عطالله للبدء بتصوير مسلسلين جديدين، الأوّل لبنانيّ في١٠ تشرين الأول بينما الثاني كوميدي خارج لبنان؛ بالإضافة الى تدريب للممثلين، وصفوفه في الأكاديمية.
إيمان المُمثّل الشاب بلبنان جديد موجود، لكن ليس لديه إيمان بأنه سيكون بالفترة القريبة؛ من هنا تمنّى أن يبصر لبنان الجديد النور كحد أقصى في المستقبل القريب مع جيلٍ جديد.
في النهاية لم يستبعد فكرة الهجرة بسبب ظروف الحياة الصعبة والمحاربة للعيش في لبنان. فبالرغم من حبّ الانسان لوطنه وانتمائه ، عليه كَسب نفسِه وعائلته. “العائلة هي أوّل وطن وعلى الفرد المحاربة من أجلها، وساخة السياسيين كبيرة جداً والوقت الذي يتكبده الفرد لتنظيفها تخسّره عمره”!
هذا هو رامي عطالله ذاك الممثّل الّذي يكافح في كلّ مكان تسمح له الفرصة للصمود بوجه صعوبات الحياة، مثله مثل أيّ شاب لبنانيّ عصاميّ يتحدّ اليأس بالأمل. وعندما يتمتّع الفرد بالشغف والشرف يستطيع تحقيق حلمه الصغير وإنضاجه ليصبح مصدر سعادته وأمله بغدٍ أجمل!

أنطوني الغبيرة

شاركها.

التعليقات مغلقة.