17 تشرين 2019 – 17 تشرين 2022

صحيح ان هذا التاريخ غير الكثير في المشهد اللبناني الا انه مع مرور 3 سنوات على اندلاع هذه الانتفاضة لا يزال الوضع السياسي على حاله رغم وجود 13 نائب من رحم هذه الانتفاضة تحت سدة البرلمان الا انهم لم ينجحوا بتغيير شيء بكل الاستحقاقات التي خاضها هذا البرلمان .

بعد ثلاث سنوات على مرور هذه الانتفاضة اين فشلت و اين نجحت؟

يقول في هذا الاطار نائب منسق العام للتحالف الوطني يوسف مرتضى  انه لا بد من القول ان ثورة 17 تشرين هي ثورة شعب و ليست ثورة حزب ولا ايديولوجيا ولا طبقية . بل هي ثورة شعبية بكل ما للكلمة من معنى .

و يضيف هي نتيجة تراكم الازمات منذ ما بعد الطائف وبدات تبرز مظاهرها الحادة بعد2010 وحصلت الانتفاضة الاولى في العام 2015 بموضوع النفايات هذا التراكم بالوعي المجتمعي ادرك مكامن الخلل في جوهر الازمة اللبنانية .

واكد مرتضى ان هذا الوعي بادراكه ان جوهر الازمة سياسية في لبنان و مكمنها الحالي في نظام الحوكمة اي في المنظومة التي تحكم البلاد و ليس في النظام او الدستور الذي جرى تجاوزه من قبل المنظومة للذهاب الى نظام محاصصة طائفية مذهبية حزبية فئوية على حساب بناء الدولة .

و قال :”   17 تشرين محصلة طويلة من تراكم الازمات ومن الانتفاضات المتتالية اخذت اشكال مطلبية من بيئة و كهرباء و مياه و ضمان وغيرها و لكن النخب المتحركة باطار الانتفاضات المختلفة ادركت انه لا بد من تناول الأزمة في  أساسها السياسي أي العمل على تغيير المنظومة ولا امل بإصلاح الحال مع وجود هذه المنظومة لذلك طرحت فكرة اسقاط هذه المنظومة ولكن البعض طرحه تحت شعار أسقاط النظام.

و لكن اضاف مرتضى  هناك الالتباس بين أسقاط النظام  وإسقاط المنظومة و لكن دستورنا عظيم و ما يجب اسقاطه هو المنظومة.

‏ وبالتالي خلال بعض الوقت من انطلاقة 17 تشرين تبلورت فكرة الثورة نحو فكرة محددة هي خلع الثوب الطائفي والمذهبي عن إدارة الحكم في لبنان و المطالبة بإسقاط المنظومة واستبدالها  بمنظومة تلتزم تطبيق الدستور بحذافيره من دون استثناء او  نسبية أو اجتزاء بدءا  من تشكيل الهيئة الوطنية  لإلغاء الطائفية إلى المادة 22 من نظام الانتخاب على أساس مجلسين : مجلس ‏خارج القيد الطائفي ومجلس شيوخ تتمثل فيه مكونات البلد الطائفية وبالتالي هذا هو المطلب الأساسي للثورة والذي ناضلنا على اساسه في الفترة الماضية .

و  اضاف مرتضى مع ادراك الثورة  أن طبيعة الأزمة هي سياسية والقضايا الاقتصادية و سعر الصرف هي تداعيات الازمة ,أدركت أن تغيير المنظومة له طريق واحد هو الانتخابات النيابية لذلك اتت دعوة للانتخابات  النيابية  المبكرة ولكن هذا الامر  لم يتحقق  بسبب تحكم المنظومة بهذا المسار وعندما حصلت هذه الانتخابات حققت الثورة نجاحا كبيرا جدا  ب 13 نائب يمثلون النواب التغييريين.

 و اكد مرتضى ان  ‏الثورة نجحت بتنمية الوعي في المواطنة  حيث اصبح الشعار الذي تتبناه معظم مجموعات  الثورة شعار دولة مدنية :دولة السيادة والدولة الديمقراطية 

ودولة عادلة خارج الاصطفافات الطائفية وهو ما ورد  في الدستور مع الإقرار باللامركزية الإدارية  وهذا الوعي تمثل ب 400 الف ناخب صوتوا للنواب التغيريين و لوائح الثورة هو نجاح يبنى عليه .

 

أين فشلت  الثورة؟

يقول مرتضى :علينا ان  نكون واقعيين نحن نتحدث عن ثورة شعب هي لم  تكن ثورة حزب وبالتالي  كان لابد من رؤية أنها ستاخذ وقت و بالفعل  كانت هناك محاولات جدية لتجميع المجموعات وتنظيمها 

لتكون أكثر فعالية خصوصا في المحطات و الاستحقاقات التي تواجه بالبلد.

أن  باستقلالية القضاء أو بالانتخابات النيابية الا انه  نتيجة نقص الخبرة السياسية  لدى العديد من المجموعات والشرذمة في المجموعات ادى الى ما وصلنا اليه اليوم و لكن  كانت هناك محاولات عدة لتجميع القوى السياسية لتشكيل جبهة معارضة على امتداد الوطن الا انه باللحظة المناسبة وقت الانتخابات للاسف لم نتمكن من النجاح في هذا الموضوع .

و السبب الاساس برأي مرتضى هو عدم النضج السياسي عند العديد من المشاركين و كان  تطور جديد في المشهد اللبناني و هذه المجموعات الناشئة حديثا تريد تحقيق ذاتها بالتمايز عن المجموعة الاخرى و بالتالي تحقيق مكاسب و هو ما اثر على نتيجة الانتخابات التي كان من الممكن ان تكون ثلاثة اضعاف لو تنظمت هذه المجموعات .

و هذا الامر علينا تداركه للمستقبل و علينا متابعة عمل تنظيم هذه المجموعات وتقطيرها في اطار احزاب سياسية تحت عنوان واحد : تطبيق النظام وليس اسقاطه او تغييره .

وختم قائلا : “لا دولة تبنى بلبنان الا تحت هذا العنوان”.

نايلا شهوان 

 

شاركها.

التعليقات مغلقة.