لا شكّ أن ّظلّ الأزمة والإنهيار الإقتصاديّ لا يغيبان عن مخيّلة الشعب اللّبنانيّ؛ لكن إرادة اللّبنانيّ ومهاراته تفوقان ضعفه واستسلامه. إعادة تدوير المصنعات التكنولوجيّة خطوة جديدة تأخذ تأييد الجهات الرسميّة للقطاع الخاص بمنحى لتنشيط الصناعة من جهة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى.
وفي حديث ل FLASH LEBANON أشار رئيس جمعية Ecoserv دكتور “غابي كساب” الى ان عدم استقرار سعر صرف الدولار وتلاشي فرص العمل يؤثران على الإقتصاد الوطني ويجعلانه غير فعّال. لذا يأتي الإقتصاد الدائري لإستخراج من النفايات الإلكترونية والتي هي غنيّة جداً بتنوّع المواد الأولية داخلها والتي يمكن الإستفادة منها وتدويرها، التخلّص من موادها السامة بشكل علميّ، تصنيع المواد الأولية من جديد، خلق فرص عمل وتصديرها للخارج لإدخال العملات الصعبة.
بحسب “كسّاب” التصدير للخارج أمر يتطلّب وقت بسبب غياب الدعم الماديّ من قبل الجهات الرسميّة، غير أنّ الدعم المعنوي والإستشاريّ والتخطيطيّ قائم بالتعاون مع الوزارات المعنيّة. وأشار الى أنّه ولسوء الحظّ الممولين من الخارج أصبح لديهم قلّة ثقة بالجمعيات اللّبنانيّة وذلك نتيجة التاريخ غير الشفّاف لبعض الجمعيات، لذا التمويل الخارجيّ يتطلّب مراحل ووقت كبيرين.
بدوره لفت وزير البيئة ” ناصر ياسين” الى أنّ وزارة البيئة تعمل على تنظيم تدوير أكثر من 27 نوع من النفايات من ضمنها المخلفات الإلكترونيّة التي يجب تنظيمها للحفاظ على البيئة؛ من خلال عدم السماح لموادها السامة بالتسرّب الى باطن الأرض، وتنشيط الإقتصاد الدائري من إعادة تنظيمها وتدويره.
وزارة البيئة بحسب الوزير تلعب دور الناظم لهذا النوع من الإقتصاد من خلال وضع الخطط والقرارات وتشجيع القطاع الخاص؛ والتعاون اليوميّ قائم مع وزارة الصناعة حول هذا الموضوع. وخلال الفترة القادمة سيكون هناك الكثير من النفايات الناتجة عن البطاريات وألواح الطاقة الشمسية.
من جهته أكّد وزير الصناعة ” جورج بوشكيان” أنّ الإقتصاد الدائري هو أساس الصناعي لمرحلة 30 سنة المقبلة، ووزارة الصناعة من واجبها الإضاءة على هذا النوع من الإقتصاد. وناشد الوزير البلديات للتعاون من أجل تسهيل عملية الفرز من خلال توعيتها ضمن نطاقها. البلديات اليوم لا تتعاون رغم المناشدة ودعم وزير الداخلية. وشدد على ضرورة وجود وزراء غير سياسيين داخل الوزارات الإنتاجيّة.
في النهاية ليس من الصعب علينا في لبنان الإستفادة من نفاياتنا وتحويلها الى مواد صناعيّة تكون محفّزاً لإعادة تنشيط الإقتصاد المحلّي، غير أننّا بحاجة فقط الى إرادة دعم ماديّ من قبل الدولة اللّبنانيّة.

أنطوني الغبيرة

شاركها.

التعليقات مغلقة.