بعد اكثر من اسبوع على اكتشاف الجريمة المروعة التي هزت بلدة القاع اللبنانية لا يزال يحتل وسم “سفاح الأطفال” لائحة الأكثر تداولاً على موقع تويتر في لبنان، وأجمع اللبنانيون على ضرورة محاسبته، وتوالت التغريدات الشاجبة والتي تحمل السلطات المسؤولية نتيجة غياب القصاص والمحاسبة

و افادت المصادر ان الأرقام حول عدد الأطفال الذين تعرّض لهم المدعو الياس الضاهر ليست عشرين، والذين تقدّموا بشكاوى ضدّه هم خمسة مع ذويهم. واضافت المصادر إن الضاهر لم يتعرّض لكلّ الأطفال بمعنى اغتصابهم، بل كانت أعمال منافية للحشمة وتحرّش، كما أنه لم يصوّر أفعاله.

و لكن على كل الاحوال الجريمة كبيرة والمطلوب قبل كل شيء حماية الضحايا ومعالجتهم واحاطتهم بكل حب ورعاية لان ما حصل لهم سيترك بصمة و يؤثر على كل حياتهم.

المعالجة النفسية التحليلة ماري تيريز سلوم تحدثت ل flash Lebanon  عن هذا الحادث مشيرة الى ان التحرش الجنسي او الاغتصاب الذي يتعرض له الاطفال باعمار الطفولة او المراهقة هو من اخطر الاعتداءات النفسية  التي من الممكن ان يتعرض لها الطفل او المراهق واكدت ان لها تداعيات نفسية على نموه العاطفي و الوجداني و على كل الاصعدة  في حياته.

و اضافت انه  في حال حصول مثل هذا الجرم لا يجوز باي طريقة او باي نوع التشهير بالاطفال و المراهقين و يجب التحفظ على كل معطيات الحادثة لانه هي بحد ذاتها تترك جرحا كبير عند الضحية وعلامة بنموه.

عند وقوع مثل هذه الحادثة تصرف الاهل يختلف بين شخص وآخر، البعض يرفض حتى التحدث عن الموضوع و البعض الاخر يدخل في حالة من النكران حتى انه هناك من يلوم الطفل على ما حصل.

فما هو المطلوب من الاهل اذا حصل اعتداء ما على ولده ؟

اكدت سلوم في هذا الاطار الى انه على الاهل في هذه الحالة خلق بيئة آمنة لتتمكن الضحية من التحدث عما حصل معها ويجب التعامل مع الحدث بطريقة بعيدة عن الاهمال او الدراما لكي لا يشعر الولد بخوف و تثبت بالتالي الحادثة في رأسه ولا يتمكن من تخطيها  وتزيد مضاعفات التأثير النفسي للتحرش الجنسي .

و لفتت سلوم الى انه الى ان ما حصل مع الضحية جرح و يجب التعامل معه بطريقة نفسانية و عاطفية.

وهناك احتمال ان تتصالح الضحية مع ما حصل و لكن المهم ان تشعر ان الحق ليس عليها  فاول ما سيخطر ببال الولد انه هو ليس جيد وستتاثر صورته عن نفسه. وسيشعر انه ليس مثل باقي الاولاد.

و شددت في هذا الاطار سلوم الى انه اذا كان  الاهل غير قادرين على القيام بهذا الامر مع الولد فانه من الممكن اللجوء الى اخصائيين نفسانيين لسؤالهم كيفية التعامل مع الوضع بطريقة بعيدة عن الدراما.

هل تغير بيئة الضحية هو المطلوب ؟

تغير البيئة تشير سلوم الى انه ليس الحل الانسب لان البيئة الاساسية هي  العائلة الاب و الام التي عليها خلق جو آمن لاولادهم ليتمكنوا من قول كل ما يحصل معهم من انتهاك او اعتداء او غيره .

اما اذا حصل اي امر عكر صفو حياة الاولاد فالمطلوب ان يبقى الشخص ببيئته مع احاطة تامة من الاهل و متابعة متخصصة.

في عصرنا هذا نقمة ونعمة هي وسائل التواصل الاجتماعي ففور حصول اي امر يصبح في كل بيت و بثواني من دون حسيب او رقيب .

و في هذا السياق تشير سلوم الى ان  التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي او ذكر الاسماء هو امر يمس بخصوصية الولد و يخرق خصوصيته وخصوصية عائلته واكدت انه لا يجب ابدا نشر اسماء الضحايا  او عرض الفيديوهات بل يجب الحماية بكل الطرق وعدم التشهير حتى لا تصبح بصمة عليه ترافقه مدى الحياة.

و ما هي تداعيات النفسية و السلوكية على الضحية؟.

التداعيات هي متعددة تقول سلوم اضطرابات السلوك وعدوانية وتحرش بغير اطفال و ممكن ان تكون افراط بالحركة او تراجع بالدراسة وحتى ردات فعل مبالغ فيها غضب وعدم قدرة على السيطرة على هذا الغضب وممكن ان تصل في حالة الشباب اللجوء الى المخدرات.

و اكدت سلوم المهم ان تعبر الضحية عن كل احاسيسها وكل ما  تشعر به لاعطاءها مساحة للتعبير وحتى تتأكد ان ما حصل لها  ليس بسببها .

وختمت التربية الجنسية والثقافة الجنسية تمكن الولد من حماية نفسه وتعطيه مساحة له ليعبر عن كل الامور التي تدور برأسه و هي اليوم حاجة ماسة في مجتمعنا .

نايلا شهوان

شاركها.

التعليقات مغلقة.