لا يزال قطاع التعليم محطّ أنظار جميع الدول التي تسعى لتطوير نفسها وإعداد مجتمعاتها لمستقبلٍ أكثر إشراقة وتميّز. في لبنان تميّز هذا القطاع بتطوّره السريع بعد دخول الإرساليات الأجنبيّة اليه في النصف الأول من القرن الماضي.
رغم الحروب والأزمات والأوبئة، ها نحن اليوم نتّحد جميعاً للحدّ من إنهيار قطاع يَرسُم بتطوّره مسيرة إرتقاء مجتمعٍ بأكمله. وإذا كانت مطالبتنا بتطبيق اللامركزية الإداريّة والماليّة في لبنان على صعيد الدولة بأكملها، ها هي اللامركزية الوحيدة في لبنان المتجسّدة على صعيد البلديات تأخذ خطوة جديدة بإشراك القطاع الخاص مع الدولة لتحسين وتسهيل قطاع التعليم.
الخميس المُقبل تستضيف بلديّة جونية مؤتمر تحت عنوان، الذكاء الإصطناعي انترنت الأشياء وتعلّم الآلي في صلب المهارات التعليميّة في مدارس كسروان، وذلك بدعوة إتّحاد بلديات كسروان الفتوح وبرعاية معالي وزير التربية القاضي عبّاس الحلبي. بينما القطاع الخاص يرعى الحفل من خلال جمعية المعلوماتيّة المهنية في لبنان، CISCO، IT MAGAZINE ، ALGOCODE،نقابة المعلوماتية والتكنولوجيا وغيرهم.
تواصل FLASH LEBANON مع الأستاذ وسام دكّاش شريك مؤسّس في ALGOCODE ،الّذي استهلّ حديثه بتعريفنا على الجمعية التي تأسست عام 2014 في قضاء كسروان لتنمية مهارات التلاميذ التي تتراوح أعمارهم بين 7 و 18 سنة في علوم البرمجة، الروبوت والإلكترونيات. كما تسعى الجمعيّة لنشر ثقافة التربية العلمية التي تساهم في تعريف الطلاب على مهارات ومهن يمكن أن يختاروها في دراساتهم الجامعية.
أثنى دكّاش على الدور الفعّال لهذا المؤتمر كونه يأتي في أصعب الأوقات ليعطي نافذة أمل للمدارس والطلاب من جهة وليؤكد إمكانية النهوض بالقطاع التربوي من جهة أخرى. لأنّ رسالة المؤتمر واضحة وتظهر مدى أهميّة المبادرة الفردية لإحداث فرق في المجتمع.
مُضيفاُ، الهدف واضح ويُحدّد بعدّة نقاط؛ كل مدرسة مشاركة في المؤتمر، ستحصل على مختبر تكنولوجي مجاني لأستاذ المعلوماتية لكي يتمكن من التعرّف على مهارات جديدة في علوم التكنولوجيا ولينقلها بدوره الى طلابه. ناهيك عن الدورات التدريبة المجانيّة لهؤلاء الأساتذة خلال هذا الصيف، وتزويدهم منهج تربوي يمكن الإعتماد عليه خلال السنة الدراسية القادمة مؤلّف من مشاريع متطوّرة ذات صلة بالذكاء الاصطناعي، التعلّم الآلي وإنترنت الأشياء.
دكّاش شدّد على أهميّة إقامة دورات تدريبية طيلة السنة الدراسية القادمة لمواكبة الأساتذة في تنفيذ تعليم المنهج المقترح لكي تتوّج في نهاية السنة الدراسية بعرض المشاريع التكنولوجية لطلاّب مدارس كسروان المشاركة في المباراة الثقافية التكنولوجية.
ختاماً، اعتبر دكّاش أنّ المؤتمر سيضع المدارس وإداراتها على مسار متقدّم بإدخال أحدث التقنيات التي تسمح للطلاب بتنفيذ مشاريع STEAM (Science – Technology – Engineering Art and Math).
بينما بالنسبة للطلاّب سيخوّلهم التعرّف وبرمجة المختبرات التكنولوجية ذات صلة مباشرة بالمشاريع الحية مثال على ذلك: Green Housing – Air Quality Station وغيرها.
إذاً ها نحن اليوم نستغلّ كلّ فرصة لنثبت أنّ صفة الإستسلام ليست من شيمنا، ونظهر مدى رغبتنا وإصرارنا للعيش في ظروفٍ أفضل رغم كلّ خيبات الأمل الّتي نعيشها.

أنطوني الغبيرة

شاركها.

التعليقات مغلقة.