عيدٌ، مرحبًا بك يا عيد!
حلّ العيد على اللبنانيين هذه
السنة بمئة هم!
هذا ما استطعنا استنتاجه بعد زيارة ميدانية قمنا بها الى سوق ” فرن الشباك” قبل أيام معدودة من حلول عيد الميلاد.

“فرن الشباك” عيّنة من الأسواق الشعبية التي لطالما كانت تضجّ في مثل هذا الوقت من السنة بالزّحمة الميلاديّة. لكن، وللسنة الثالثة على التوالي، تغيب بهجة الأعياد نتيجة الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعاني منها لبنان.

فقدت الشوارع زحمة أسواقها وغابت زينة الميلاد وأضواؤها عن الشوارع، فلا إمكانية للتزيين، ولا حتى كهرباء للإضاءة!
وتؤكد صاحبة متجر للألبسة أن “الحركة بدأت متأخرة هذه السنة ، لكن بالرغم من الوضع المعيشي السيئ للغاية ،فالعيد يحل مرة واحدة في السنة بنكهته الخاصة وهذا ما يدفع بالجميع للإحتفال به ، كلٌّ على طريقته وحسب إمكانياته! وتابعت قائلة: ” القسم الأكبر من الزبائن يشعر بالصدمة عند قراءة الأسعار ويخرج من المتجر خالي اليدين. لكن، في المقابل، هناك من تكيّف مع الأسعار المرتفعة، وبات سعيدًا بها،
للأسف هذه “.الفئة ضئيلة جدًا.
كما اشارت إلى أنّ السوق هذه السّنة أفضل من السنتين السابقتين نسبيا، لكنه لا يقارن أبدا بسوق “ما قبل الأزمة” بحسب قولها.

“بدأنا نعتاد على الأسعار” ،”الوضع المادي سيئ”،” لا عيد هذه السنة”،”لدينا أولويّات”،”الأكل والشّرب أهمّ من التبضّع”،”أين العيد؟”،”المعاش لا يكفي”…
وتكثر العبارات على ألسنة المواطنين التي تؤكد أن لعنةً حلّت على هذا الشعب “العيّيش” مستهدفةً الفئات كافّة بشكل عام و الطبقة المظلومة بشكلٍ خاص.
وعلى الرغم من العروضات التي زينت الواجهات، تبقى حركة موسم الأعياد خجولة، حيث فقدت غالبية اللبنانيين بهجة العيد، والسبب في ذلك يعود إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف.
بالبلد.
ولكن ، السؤال يطرح نفسه هنا: هل شاء القدر أن يعود بنا إلى زمن أجدادنا، عندما كان العيد عبارة عن جمعة دافئة فقط، بعيد كل البعد عن الأعياد ما قبل الأزمة حيث كان عبارة عن بذخ الأموال لشراء ” الضروري وغير الضروري”؟
وعبارات أجدادنا منها “على أيامنا كان في عيد”،” على أيامنا كان في إيمان”، هذه العبارات لا تغيب عن أذهاننا، هل لهذا الوضع حكمة؟

ماريا-بيا طنوس

 

 

 

 

 

شاركها.

التعليقات مغلقة.