كتبت : ماريا-بيا طنوس

تتمحور النقاشات في الآونة الأخيرة حول إعادة النظر في المناهج التربوية لتطويرها، ولعلّ مادّة اللغة العربية بحاجة
إلى تعديلات جذريّة.

للغوص أكثر في هذا السياق،كان لموقعنا حديث مع السيدة سهى طنوس الحاج رئيسة تحرير مجلة فكرة.

تؤكد الحاج “أن هناك هوّة بين اللغة العربية و الجيل الجديد سببها العولمة وغزو اللغات الأجنبية على رأسها الإنجليزية،
فسهولة اللغة الإنجليزية سلّطت الضوء على صعوبة اللغة العربية، اما العامل الاخر فهو اعتماد اللغتين الإنجليزية والفرنسية للتواصل بين افراد العائلة الواحدة مما غيّب سماع اللّغة العربية فاصبحت بعيدة كل البعد عن مسمع الاولاد.
بالإضافة إلى المناهج المعتمدة من وزارة التربية التي أصبحت جامدة للغاية لا سيما أنها تعتمد كثيرا على القصائد والاشعار بمفرداتها ومرادفاتها المعقدة وبعيدا عن لغة الحياة اليومية. إذاً المناهج القديمة اصبحت صعبة وغير مجدية مما أدى إلى انهيار مستوى اللغة العربية لاسيما في المدارس الخاصة.” هل هناك حلّ لهذه المعضلة؟

تركز السيدة الحاج على “أهمية الانتقال من اسلوب السّرد و الوصف إلى اسلوب الحوار باعتماد الحالات التواصلية التي نعيشها في حياتنا اليوميه فتصبح اللغة العربية الفصحى تشبه إلى حد كبير اللغة المحكية ولذلك يطلق على هذا الأسلوب صفة “السهل الممتنع” فهو سهل للفهم وصعب للتأليف، وربما لذلك يتجنب المعنيّون الغوص في هذه الورشة المعقدة.
الا أن التجربة هي اكبر برهان، فصدور العدد الأول من المجلة جاء ليؤكد أن الحل يكمن في اعتماد الحوار المصور نظرا إلى الأصداء الإيجابية التي صدرت عن المدارس حين تمّ توزيع العدد الأول من مجلة فكرة”.

ما هي مجلة “فكرة”؟

“هي مجلة عربية مصورة ،صناعة لبنانية “لنقرأ بلغتنا” وهو شعار المجلة. يتضمن كل عدد خمس قصص مصورة بالإضافة إلى عدد كبير من الألعاب التربوية الهادفة والشيقة.

تعلق الحاج على أهمية تجاوب الاولاد مع اسلوب المجلة المختلف كليا عن الكتاب المدرسي، مثلا التلميذ الذي يقرأ بصعوبة وب’تأَفّف’ نصّ القراءة التقليدي أبدى استعداداً كبيراً لإعادة قراءة الحوار مرات عديدة عند التسجيل في الأستديو ضمن مسابقة اطلقتها مجلة “فكرة” عبر أثير الإذاعة.
إذاً تحفيز الطلاب أو التلاميذ على الرغبة في القراءة هو عنصر التّشويق وذلك باعتماد أساليب تربوية جديدة مثل تمثيل الحوارات وبثها عبر منصّات وسائل التواصل الحديثة، كذلك إطلاق مباريات بين المدارس بهدف تحسين مستوى اللغة العربية، على سبيل المثال “أفضل كاتب قصّة مصوّرة”،”أفضل صوت مذيع باللغة العربية” الخ..
إذا من المهم جدا أن يتوفّر عنصر الترغيب من خلال إطلاق النشاطات التربوية والمنافسة الخارجة عن المألوف في سباق المدارس نحو تحسين مستوى اللغة العربية.”

هل يقتصر هذا المشروع على لبنان؟

“قطعا لا لأن لبنان هو من العالم العربي الذي يضمّ ٢٢ دولة تعاني مثلنا من تراجع مستوى اللغة العربية و رغبة الطلاب العرب بإتقان اللغة العربية الفصحى حسبما أورَدَت منظّمة اليونسكو تقريرها عن أن هناك خطر بأن تتحول لغة الضاد بحلول العام 2050 إلى لغة ميّتة.”

لطاما كان لبنان منارة في الفكر،فأبناء هذا الوطن يخدمون شعبهم وأمّتهم،وتأتي هذه السيّدة لتذكّرنا من جديد أن لبنان لا يخلو من الأدمغة، ويبقى هذا المواطن الخلاّق العبقري جاهزاً لجميع التحديات لإيجاد الحلول البنّاءة،على أمل أن يكون هناك دولة حاضنة تقدّر هذه الثروة وترعاها.

شاركها.

التعليقات مغلقة.