أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “لبنان بلد لجميع اللبنانيين إلا أنه لا يمكن أن يكون على حساب الوجود والدور المسيحي الحر”، مشدّدًا على أنّ “لبنان لا يمكن أن يكون بلدًا بلا سيادة وإقرار بالتعددية وإتباع لثقافة الديمقراطية”. كما أعرب عن أسفه لأن “هناك من ارتضوا على أنفسهم أن يتم التعامل معهم وكأنهم ضيوف في بلدهم، إمّا خوفًا من سلاح – وهنا أقصد تحديدًا سلاح حزب الله – وإمّا طمعًا بالمناصب أو الإثنين معًا. هؤلاء يسلكون هذا المسار على حساب رصيد ومصير الشعب والوطن، ويخاطرون بمصير الشعب لتولي المناصب”.

كذلك اعتبر أنّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يشكّل رمزًا للقدرة على التغلب بوجه كلّ الذين يسعون وراء تعميم ثقافة الموت، مشدّدًا على الافتخار بهذا القائد الذي استطاع الصمود إحدى عشرة سنة وثلاثة أشهر في الاعتقال وخرج متمسِّكا بالصلابة ذاتها وبالموقف ذاته فيما سجّانوه انغرست رؤوسهم في الأرض.

موقف بو عاصي جاء خلال تمثيله رئيس حزب “القوات” في الجلسة المسائية من اليوم الأول من المؤتمر الرابع والعشرين لمنطقة الولايات المتحدة الأميركية في “القوات اللبنانية” بالمشاركة مع منطقة كندا حيث شارك فيها أيضًا عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب الدكتور رازي الحاج، الأمين العام لحزب “القوات” إميل مكرزل، رئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن رئيس مكتب العلاقات الخارجية في “القوات” في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي، المناضل بول عنداري، منسقة الولايات المتحدة الأميركية في “القوات” زينة يميّن، منسق كندا ميشال عقل وحشد كبير من الرفاق من أميركا وكندا.

إستهلّ بو عاصي كلمته بالقول: “إننا نفتخر بتاريخنا العسكري ونضالنا الذي واجهنا عبره كل الذين حاولوا تشويه صورة لبنان وحضارته، فظنوا أن بإمكانهم رمينا في البحر لكن مشروعهم فشل وقد صمدنا كما يجب واستشهد رفاقنا الذين لا ننساهم أبدا ومستمرون بمسيرتهم.

كما توقف عند مصادفة انطلاق هذا المؤتمر مع ذكرى اعتقال الحكيم والتي تحمل الكثير من العبر والدلالات، فقال: “بعد اعتقال الحكيم غادر الكثير من الرفاق الى الخارج وحرموا من العودة الى لبنان وكنت أنا من بينهم. إلا أنّ ما جرى لم يركعنا بل واظبنا على العمل والنضال في دول الانتشار كلّها من خلال ما توفّر لدى الشباب من مقدرات متواضعة وهذا ما نفتخر فيه. حينها تجمعنا في الدول التي استطعنا العمل فيها حيث كانت واشنطن مركز الثقل الأساسي وغيرها من الولايات والمدن في كل أميركا الشمالية وكندا، وفي أستراليا أيضًا وفي أوروبا وفرنسا، وهكذا وصلنا إلى اليوم الذي انتصرنا فيه على الاعتقال ولم يصح إلا الصحيح”.
 
أضاف: “فشلت محاولة الذين جربوا القضاء على صمود الحكيم بل من خلال الاعتقال شكل رمزًا للقدرة على التغلب بوجه كل الذين يسعون وراء تعميم ثقافة الموت. ونحن لنا الفخر كلّه بهذا القائد الذي استطاع الصمود إحدى عشرة سنة وثلاثة أشهر في الاعتقال. وخرج متمسّكا بالصلابة ذاتها وبالموقف ذاته وهم انغرست رؤوسهم في الأرض”.

كذلك لفت بو عاصي إلى أنه لدى وصوله إلى قاعة المؤتمر استقبله عدد من الشباب الذين ولدوا خارج لبنان وهذه مسألة مهمة جدًّا لأنهم لبنانيون في الصميم وملتزمون بالقضية ولديهم قناعة كاملة بما قمنا به من نضال. هذا وأعرب عن أمله في أن “يتولى هؤلاء الشباب استلام المشعل ومواصلة النضال والدفاع عن القضية أينما كانوا، وهكذا تكون المسيرة مستمرة عبر أجيال تسلم أجيال لأن التحدي الذي نواجهه لا ينتهي”.
تابع: “إن هذا التحدي الذي نواجهه في لبنان، وهو وطننا وثقافتنا وحضارتنا هو تحدٍّ يوميٍّ. فلبنان يعاد “اختراعه” كلّ يوم، ولكننا متمسكون بثوابت هذا البلد المتمثّلة بالسيادة والتعددية والديمقراطية والوجود المسيحي الحر والدور المسيحي الفاعل والذي يتكامل مع الحرص على دور ووجود المكونات كلّها. هذه العناصر الخمسة هي من الثوابت لدينا ولكن لا نقول إنها تختصّ فينا وحدنا فلبنان بلد للبنانيين جميعهم، إلا أنه لا يمكن أن يكون على حساب الوجود والدور المسيحي الحر. لبنان لا يمكن أن يكون بلدًا بلا سيادة، أو ألا يكون فيه إقرار بالتعددية، أو بلد لا تتبع فيه ثقافة الديمقراطية، بل إنّنا نشدّد على هذه العناصر الخمسة التي تمرّ بالخطر اليوم، ولكن وقت الخطر نحن قوات”.

كما تطرق بو عاصي لبعض أوجه هذا التحدي اليومي قائلاً: “التحدي في مجلس النواب حيث نقوم بدورنا، وهذا ما قمنا به عندما كنا في الحكومة. نحن نفتخر ونرفع رأسنا لأننا عبّرنا حقيقة عن أننا نموذج للنظافة والشفافية في تولي المسؤولية العامة، حيث مارسنا دورنا كرجال دولة وعكسنا وجهة نظرنا للبنان الدولة والمؤسسات والشعب. لقد شهد الأخصام قبل الأصدقاء على ما قمنا ونقوم به”.

كذلك، أعرب عن أسفه لوجود شرائح كبيرة في مجتمعنا اليوم تقبل أن يتمّ التعامل معها وهي في بلدها من موقع الذميّة وكأن افراد هذه الشرائح  غرباء، مضيفًا: “أن يكون المواطن حرًّا، فهو أن يكون متمسِّكًا بوطنه وسيد بلده حتى لو كان خارج لبنان، وهذا ما يجسده القواتيون في الانتشار.

بو عاصي توجّه إلى الحضور بالقول: “أنتم في أميركا الشمالية لبنانيون في الصميم أكثر من لبنانيين في لبنان ارتضوا على أنفسهم أن يتم التعامل معهم وكأنهم ضيوف في بلدهم، إما خوفًا من سلاح وهنا أقصد تحديدًا سلاح حزب الله، وإمّا طمعًا بالمناصب أو الإثنين معًا. هؤلاء يسلكون هذا المسار على حساب رصيد ومصير الشعب والوطن، ويخاطرون بمصير الشعب لتولي المناصب الوزارية ومنها وزارة الطاقة، أو وزارة الخارجية أو أن تكون وزارة المال للشيعة، وصولاً إلى قطع علاقات لبنان مع كل دول العالم”.

تابع: “هنا نسأل بأي حق يقومون بهذه السلوكيات التي تصنّف في خانة الجريمة الموصوفة حيث لا قوانين تستطيع وقف ما يحصل؟ لكن الشعب هو الذي يفرض هذه القوانين، ويفرض احترام كرامته وسيادته ومصيره ورفاهيته وحق أولاده في العيش الكريم. إنني آسف بأن نشعر كقوات لبنانية وكتكتل “جمهورية قوية” وكأننا لوحدنا نناضل مع قلّة قليلة جدًّا من أجل هذه الأهداف”.
 
أضاف: “أمامنا حلّ واحد من خلال السعي إلى تكبير كرة الثلج المتمثلة في ناسنا وشعبنا، وسنواصل الجهد ونبذل التعب لكي يبقى الثمر الصالح ينبت في هذه الأرض الطيبة، لكي يصبح لدينا وزنات أكثر ونحافظ على لبنان التعددية والسيادة والديمقراطية والفن والحضارة”، مشيرًا إلى أنّ هذه الأمور كلّها جرى العمل على تحقيقها منذ الخمسينيّات، في أيام الرئيس كميل شمعون، حيث إنه فقط بعد تسع سنوات من نيل لبنان استقلاله أقيمت مهرجانات بعلبك ووضع الحجر الأساس للقصر الجمهوري في بعبدا، وجرت توسعة مرفأ بيروت وإنشاء مرفأ طرابلس، وأنشئ مطار بيروت.

بو عاصي دعا للمقارنة بين ما تحقق في ظل هذه السنوات التسع وبين ما حصل في عهد ميشال عون حيث “كنا أمام عهد الاستنفاع من مصالح ضيقة، سعى فقط لترتيب أوضاع الزبائنية الخاصة بأتباعه وحاشيته، وبعد ثلاثين سنة من مسار وخطاب لم يوصل البلد إلا إلى الخراب والدمار.

هذا وشدد بو عاصي على أننا “اتخذنا خيارنا وسنكمله ودورنا في الانتشار واضح من خلال تكبير كرة الثلج، حيث إن لبنان هو الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، لأنه حيثما يتواجد اللبناني هناك لبنان. اننا شعب نستحق الحياة ولدينا إرادة الحياة، فنحن أصحاب تاريخ نضال ومقاومة وهذا هو رصيدنا الفعلي.

ختم بو عاصي: “تصميمنا هو أكبر من المرارة التي نشعر بها ورجاؤنا هو من أجل الخروج من هذا الوضع والتأسيس للبنان الذي يكون الإطار الجامع للبنانيّين جميعهم. هذا التصميم وهذا الرجاء هما هدفنا ولا تراجع عنهما أبدًا، فإنْ تنازلنا عن هذا الهدف سيتمّ التعامل معنا كضيوف في بلدنا ونكون ذميّين طوعًا وهذا أسوأ أشكال الذمية. لكن إذا نظرنا إلى لبنان المستقبل ولبنان الغد ولم نيأس، وعملنا كل يوم عندها نتقدم خطوة إلى الأمام ونكون أسيادا في وطننا وحتى لو كنا خارج لبنان”.

جلسات تنظيمية لمنطقتي أميركا وكندا

وقد عقدت كل من منسقة منطقة الولايات المتحدة الأميركية زينة يمين ومنسق منطقة كندا ميشال عقل جلسات خاصة على حدة بكل منطقة شارك فيها رؤساء المراكز ومسؤولو القطاعات في كل من أميركا وكندا، وجرى في هاتين الجلستين بحث مختلف الشؤون الحزبية والتنظيمية.

شاركها.

التعليقات مغلقة.