هل غيّرت السعودية موقفها من الإنتخابات الرئاسية اللبنانية؟ إنه السؤال الأكثر طرحاً في لبنان خلال الأيام الماضية. خصوصاً في ظل عملية الضخ المكثفة من قبل جهات متعددة داخلياً وخارجياً حول وصول أجواء إيجابية من السعودية إزاء ترشيح سليمان فرنجية. وصل الأمر ببعض المسؤولين الداخليين والخارجيين إلى اعتبار أن السعودية وافقت على خيار فرنجية، وستبلغ حلفاءها بهذا الأمر، على قاعدة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجح في إقناع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بذلك. في المقابل، تأتي ردود ديبلوماسية أخرى على هذا الكلام بالنفي، مع الإشارة إلى أن السعودية لم تدخل في التفاصيل ولا تزال متمسكة بمواصفاتها، وأنها لن تتدخل في سبيل دعم هذا المرشح أو ذاك، وبحال فرنسا تصر على انتخاب فرنجية وقادرة على ذلك فلتفعل.

نافذة أمام ترشيح فرنجية ويمكن لهذه النافذة أن تؤدي إلى حلول في المرحلة المقبلة. في المقابل، فإنه على ضفة معارضي انتخاب فرنجية لا يزال الموقف على حاله، وبعضهم يعتبر أنه حتى لو حصل تغيّر في الموقف السعودي فإنهم سيستمرون على رفضهم للسير بهذا الخيار. يدور في الكواليس الفرنسية أيضاً نقاش كثير حول ضرورة تحقيق إنجاز في لبنان، ووصول المبادرة إلى نتيجة، لا سيما بعد كل الصفعات التي تلقاها الرئيس الفرنسي منذ زيارته إلى الصين بانعكاسها السلبي على العلاقة مع الأميركيين وما بعدها في ازمته الداخلية، اذ تتعالى أصوات المعارضة وترفض التفاوض معه، ما يحتّم عليه البحث عن انجاز خارجي، وبالتالي بحال اصطدم بالفشل في لبنان فسيكون لذلك تداعيات سلبية كثيرة. بناء عليه، تشير المعلومات إلى أن ماكرون يولي اهتماماً شخصياً للملف اللبناني وللتفاوض مع المملكة العربية السعودية وتحديداً مع بن سلمان في سبيل اقناعه بخيار فرنجية، لأنه يعتبر المسألة شخصية.

شاركها.

التعليقات مغلقة.