حسب الجيولوجيين، فإن الكسّارات والمقالع المنتشرة على كامل الأراضي اللبنانية أقامها أصحابها فوق فوالق زلزالية لهشاشة الصخور فيها. التفجير الغامض الذي شهدته جرود مدينة زحلة، السبت الماضي، «وقع على جدار فالق اليمونة». الهزّة التي رافقت الانفجار، غير مفهوم سببها حتى الآن، وما إذا كان ناتجاً عن كميّة المتفجّرات المستخدمة، أم أن التفجير أطلق طاقة مشحونة في الفالق. بحسب علماء جيولوجيا يتابعون الخرائط الزلزالية في لبنان والمنطقة، «الأمور بحاجة إلى دراسة أعمق. فالهزّة ظهرت على المراصد السّورية والفلسطينية، وهي، بالتالي، أكبر من تفجير، وأقل من زلزال». لكن، أياً يكن الأمر، من الواضح أن هناك من يعبث بصاعق قنبلة ضخمة تهدّد حياة مئات الآلاف، في غياب تام ومعتاد للدولة وأجهزتها الأمنية. وقبل زحلة، شهدت منطقة كسروان أيضاً «تحرّكات أرضية غير عادية» ترافقت مع «أصوات هدير»، وفقاً لشهود

رئيسة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس، قالت لـ«الأخبار» إن «أجهزة المركز رصدت بالفعل هزةً أرضيةً في منطقة البقاع. مركزها، منطقة قاع الريم، على بعد 4 كلم من مدينة زحلة، بقوة 3 درجات على مقياس ريختر، عند السّاعة 02:15 من بعد ظهر السبت».

لحظة وقوع التفجير، وحصول الهزّة، وانتشار الخبر، «وُضع الأمر في عهدة القوى الأمنية المسؤولة عن متابعة أعمال الكسّارات على الأرض، لا وزارة البيئة»، بحسب ياسين، مشيراً إلى أن هناك «1235 موقعاً تعمل في استخراج الصخور على الأراضي اللبنانية، العشرات منها مخالفة، وتعمل على نقاط زلزالية حرجة. ولكن، إنفاذ القانون على الأرض من مسؤولية القوى الأمنية، والإدارات المحليّة». وأشار إلى أن «العمل جار على مخطط توجيهي جديد للكسّارات، بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية، تُستثنى منه السّلسلة الغربية بشكل تام. إلا أنّ التشريع في مجلس النواب بحاجة إلى دورة عمل طبيعية، ونعيش اليوم حالاً استثنائية». وقال إنه سيعرض «توصية في أول جلسة قادمة لمجلس الوزراء تقضي بأن توقف القوى الأمنية العمل في أيّ من مجموعات الاستخراج الكبيرة».

الفوضى على الأرض تؤكّدها الأمينة العامة لمجلس البحوث العلمية تمارا الزين، المسؤولة أمام الحكومة عن رسم الخريطة الزلزالية للبنان، و«التي تشوّهها التفجيرات العشوائية للكسّارات». الموضوع أبعد من تشويه البيئة، وفقاً للزين. في الشق العملي على الأرض، «الكسّارات بأغلبها موجودة على الفوالق، والتفجيرات المكثفة فيها قد تحفّز تحرّكات زلزالية كبرى، وهذا ما أبلغناه لوزير البيئة أخيراً». أمّا في الشّق العلمي، فقد «طلبنا وضع آلية تنسيقية لمعرفة ساعات التفجير. فالكسّارات لا تبلغ الدولة بشيء، وأغلبها غير مرخّص، والمراصد الزلزالية ترى التفجيرات على أنّها تحرّكات للقشرة الأرضية، وبالتالي تتداخل المعلومات بعضها ببعض، مشوهةً الحقائق»

الاخبار

شاركها.

التعليقات مغلقة.